حفلَ انعقاد قمة العشرين، أمس، بنشاطٍ مُكثّف لولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان رئيس الوفد السعودي إلى القمة، حيث كان تجمّع العشرين الكبار في الصين فرصةً للقاء سموه في ظل تأكيد كبار العالم على دور المملكة، الاقتصادي والسياسي، والذي ينهض برؤية شبابية مستقبلية حملت رؤية المملكة 2030، التي أطلقها ولي ولي العهد بتوجيهٍ من الملك سلمان بن عبدالعزيز، لتكون هذه القوة محلَ أنظار الرؤساء الحاضرين، ودافعًا لطلب الاجتماع مع الأمير الشاب لمزيدٍ من التعاون المشترك.
وحملت لقاءات الأمير محمد بن سلمان، طابعًا مُحببًا مع مَنْ قابلهم، وشهدت اجتماعاته مع قادة العالم بحثَ أوجه التعاون، واستعراض العلاقات بين المملكة والدول، ومناقشة أبرز التحديات العالمية، بدأها بلقاء رئيسة وزراء بريطانيا السيدة تيريزا ماي، ليبحث معها أوجه التعاون الثنائي القائم، وسُبل دعمه، إضافةً إلى تطورات الأحداث على المستويين الإقليمي والدولي.
كما التقى أيضًا الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو؛ وبحثا سويًّا استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وإندونيسيا، ومستجدات الأوضاع على الساحتين الإسلامية والدولية.
ومع روسيا، اجتمع الأمير محمد مع الرئيس فلاديمير بوتين، والذي دعا إلى تعزيز التعاون بين البلدين، وخصوصًا في مجال النفط، حيث قال بوتين لولي ولي العهد: “نعلق أهمية كبرى على تعزيز التعاون المتبادل مع السعودية. هذا الأمر يعني علاقاتنا الثنائية خصوصًا وأننا أكبر مصدرين للنفط، وكذلك القضايا الدولية”.
وشدّد بوتين على أنه “نعتبر أنه لا يمكن تسوية أي مشكلة مهمة في المنطقة من دون السعودية، وبالنسبة إلينا من الأهمية بمكانٍ أن نحافظ على حوارٍ دائمٍ معكم”، الأمر الذي يعكس دورَ المملكة الحقيقي في المنطقة.
وعكست تصريحات بوتين، رؤية روسية حقيقة لدور المملكة تجاه الأزمات المُعلقة في الشرق الأوسط، وأيضًا دورها الاقتصادي الهام عالميًا بأكبر مصدر للنفط، وهو ما دعا الأمير محمد للردِّ على بوتين بقوله: “إن العلاقات بين المملكة وروسيا استراتيجية وإن التعاون والتنسيق بين البلدين بالغا الأهمية”، مضيفًا بقوله: “من دون مشاركة روسيا والسعودية لا يمكن إرساء سياسة مستقرة في مجال النفط”، في وقتٍ تراجعت أسعار الخام بشكلٍ كبيرٍ في العامين الأخيرين.
واستمرت بعد ذلك لقاءات الأمير محمد الهامة، حيث قابل رئيس وزراء جمهورية الهند ناريندرا مودي، وجرى خلال اللقاء بحث فرص التعاون الثنائي، وسُبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات.
اجتمع الأمير محمد بن سلمان مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وجرى خلال الاجتماع بحث العلاقات الثنائية، والمسائل ذات الاهتمام المشترك.