هذا الموقع يمثلني كمواطن سعودي محب لوطنه ودرع حصين لولاة امره ( الموقع لايمثل اي جهه او صفه رسميه للدولة )

اتّسمت الحركة الدبلوماسيّة السعوديّة بسمات جديدة، استكملت البناء على ما حققته المملكة طيلة العقود الماضية، من مكاسب دولية ومكانة عالمية، على جميع أصعدة السياسة وموازين القوى، وفي الوقت نفسه، تمكّنت من الاستجابة إلى وضع المنطقة الراهن، والتي تحوّلت إلى معسكرات تئن من الحروب والصراعات الإقليمية.

وتوالت الانتصارات الدبلوماسية السعودية، المؤازرة للأعمال العسكرية عادلة الأهداف قانونية الإجراءات، التي قامت بها المملكة، متّخذة طابع القيادة والصدارة، حتى أصبحت المملكة فيها تبادر باتخاذ الإجراءات السريعة والحاسمة، بقيادة ملك الحزم والعزم، لمواجهة كل الأخطار والتهديدات المحلية والإقليمية، التي تهدد أمنها وأمن المنطقة والعالم.

مواجهة عسكرة المنطقة:

وتحوّلت الدبلوماسية، في إطار وعي القيادة الرشيدة بمعطيات المنطقة وعسكرتها، لتدخل في إطار الدبلوماسيّة العسكرية، وترسم ملامح المنطقة على أسس جديدة، بدأها ولي ولي العهد، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، عبر مساعيه لتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، والذي أعلن عنه أواخر العام 2015، لتنطلق معه حقبة شرق أوسطية جديدة، تتضح ملامحها يومًا بعد يوم.

العالم يثق بالمملكة:

واستحوذت المملكة على ثقة المجتمع الدولي في مصداقية حربها على الإرهاب، ونجاح تجربتها في قيادة التحالفات الدولية، وحكمة وقوة نظامها السياسي، الذي تمكّن من توحيد أكثر من 40 دولة، تحت لواء التحالف الإسلامي العسكري، الذي أوضح الأمير محمد بن سلمان، أنّه سيتصدى لأي منظمة إرهابية قائمة أو مستقبلية، تظهر في المنطقة.

ويقود هذا بالضرورة إلى توحيد الرؤى والمواقف بين الدول المشاركة في الحلف في تعريف الإرهاب أولًا، ثم آلية التعامل معه ثانيًا، وهذه بلا شك خطوة غاية في الأهمية، وأساس لا يمكن أن يقوم دونه أي عمل عسكري أو أمني لمواجهة الإرهاب والتطرف، وهو ما تمكّن الأمير محمد بن سلمان من إيجاده لدى 34 دولة، كانت المجموعة الأولى التي أعلنت اشتراكها في التحالف العسكري الإسلامي، لتتبعها لاحقًا دول أخرى حتى وصل عددها إلى 41 جيشًا انضمَّ تحت هذا اللواء.

ويكشف هذا الاجتماع في الرؤى، أنَّ مهندس التحالف، كان ملمًّا بكل معطيات الدول الحليفة والصديقة، ويعرف جيدًا أهمّية اجتماعها في ضوء التحدّيات التي تعرفها المنطقة في الآونة الأخيرة، لاسيّما بعدما تم تشكيل ميليشيات في كل مكان، تتقاطع خطوطها في إيران. فميليشيات حزب الله مرتبطة بالإيرانيين، والميليشيات النشطة في سوريا مرتبطة بالإيرانيين، والميليشيات المتواجدة في العراق مرتبطة أيضًا بالإيرانيين، وأخيرًا الميليشيات في اليمن، ما يؤكّد أنّه أينما حلّت القلاقل نجد الإيرانيين، حسبما أوضح المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن آنذاك، العميد ركن أحمد حسن عسيري.

مفاجأة تبتر أذرع إيران الأخطبوطية:

أثمر اجتماع الأمير محمد بن سلمان بالرئيس السوداني عمر البشير، عن خطوات مفاجأة؛ إذ شاركت الخرطوم بقطعات من جيشها، في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، في تحرّك قلب خارطة التحالفات السودانيّة، التي كان من بينها التحالف الذي دام 20 عامًا مع المخلوع علي صالح، إبان حكمه لليمن، وقطع أذرع ملالي إيران، الأمر الذي بلوره طرد بعثة الملالي، من الأراضي السودانية، ليعين البشير بذلك عودته إلى الحاضنة العربية.

ويؤكّد هذا الموقف، انتصار الأمير محمد بن سلمان بالدبلوماسية، كما يظهر العمل الكبير الذي يقوده الملك سلمان، لإعادة رسم التحالفات في المنطقة، بل رسم خارطة جديدة للمنطقة العربية.

الأمير القويّ يغير قواعد العلاقات الإستراتيجية العالمية:

كشف اللقاء بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن تطابق كبير في الأهداف ووجهات النظر بين الرياض وواشنطن، تجاه القضايا المختلفة، وعلى المستويات كافة، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على ترسيخ التطوّر ملحوظ في العلاقة الإستراتيجية بين البلدين.

وغيّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من العرف الأميركي القائم على توطيد أواصر العلاقات الإستراتيجية مع الحلفاء التاريخيين، إذ كان ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أول مسؤول عربي وإسلامي، يلتقي به الرئيس ترامب في البيت الأبيض، بعد شهرين من تولّيه الحكم في الولايات المتّحدة الأميركية، في آذار/ مارس الماضي، لتأتي المفارقة، بعد أقل من شهرين، وتغيّر بوصلة العالم نحو السعودية، باختيار المملكة وجهة أولى لترامب في زيارته الخارجية الأولى منذ تولّيه الحكم في كانون الثاني/ يناير الماضي، لينكشف عمق التوافق الذي أسس له الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته إلى واشنطن، في آذار/ مارس الماضي.

وصرّح ترامب، أثناء إعلانه عن محطّة زيارته الخارجية الأولى، بأنَّ الهدف هو بناء ائتلاف من الأصدقاء والشركاء، الذين يتقاسمون هدف مكافحة الإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وهو الحديث الذي يأتي امتدادًا إلى ما استقاه من معلومات، وأفكار، فضلًا عن المواقف، خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، واستضافته في البيت الأبيض، والتي وُصفت بالتاريخية، واتّسمت بالشفافية والتوافق فضلًا عن الودّية المفرطة التي أبداها ترامب لولي ولي العهد.

الدبلوماسيّة  غيّرت البوصلة الأميركيّة:

وأكّد وزير الخارجية السعودي الأستاذ عادل الجبير، أهمّية الدبلوماسيّة ، التي انتهجها الأمير محمد بن سلمان؛ إذ اعترف في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، بأنَّ الفضل الأول لاختيار ترامب السعودية محطّة أولى في مستهلّ جولته الخارجية، يعود لولي ولي العهد وزير الدفاع، الذي أسس لخطط الشراكة الإستراتيجية في العهد الإقليمي الجديد.

المصدر

شارك علي