يوم حافل شهدته زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في زيارته الرسمية لروسيا بتوجيه من الملك سلمان بن عبدالعزيز .
واتسم جدول الأمير محمد بن سلمان في زيارته لليوم الأول بالتنظيم والدقة، حيث شهد 12 لقاء وإتفاقية مناصفة فيما بينهما حرص خلالها سموه على فتح أفق للتعاون وإعادة العلاقة بعد جمود لأربع سنوات بسبب إختلاف الأراء نحو الأزمة السورية . وحرص ولي ولي العهد على العودة بالعلاقات نحو مجالات أوسع بعد التقارب الروسي للأراء السعودية وسياستها في المنطقة .
ولي ولي العهد قاد خلال توليه وزارة الدفاع حراك سياسي واسع أثمر عن تكوين تحالف دولي لإعادة الشرعية في اليمن فضلاً عن لقاءات وإتصالات مع السفير الروسي بين خلالها مواقف المملكة بكل شفافية ووضوح مما أجبر الجانب الروسي للإقتناع بها وحرصها على إعادة العلاقات وتوطيدها .
الأمير محمد بن سلمان استهل زيارته بلقاء للرئيس الروسي استمر لساعتين تناول فيها القضايا بكل وضوح وشفافية معلناً خلالها زيارة مرتقبة للملك وموجهاً دعوة الملك لـ “بوتين” لزيارة المملكة .
وعلى الجانب الآخر ، في نهج متوارث بين القيادة لتفقد أحوال المسلمين في الزيارات والطلبة المبتعثين ، التقى سموه رئيس شورى المفتين لروسيا ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية الشيخ راوي عين الدين . واطمأن على أوضاع الطلبة المبتعثين والتأكيد على تذليل كافة الصعوبات التي تواجههم ؛ ليتسنى لهم الحصول على التعليم بالجودة العالية، مشيرًا إلى حرص المملكة على تطوير الموارد البشرية ، وتوثيق التعاون بين المؤسسات العلمية والأكاديمية المتقدمة حول العالم.
وتضمن جدول سموه استقبال الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديميتروف والقائم بأعمال رئيس جمهورية تاتارستان رستم منخانوف ورئيس مجلس الأعمال الروسي السعودي فلاديمير يفتو شكوف والوفد المرافق له .
أما فيما يخص الإتفاقيات ، فقد تنوعت في 6 مجالات شملت : العسكرية والبترولية والإسكان والاستخدامات السلمية للطاقة الذرية والنوايا المشتركة في مجال الفضاء وبرنامج عمل للتعاون المشترك حول الفرص الاستثمارية .
في المقابل ، أكد مسؤولون روس أن موسكو قادرة على زيادة كميات الحبوب المصدرة إلى السعودية فيما أكد آخرون أن السعودية مهتمة بمشاريع الطاقة وليس لدى الروس أي نية لاستبدال شركائهم في مجال النفط والغاز مؤكدين أن الصناعة السعودية تتطور وأن هناك أفكار لإنشاء مطارات فضائية .
وقد أبدت وسائل الإعلام الروسية إهتماماً كبيراً بالزيارة معتبرين أن محمد بن سلمان الرجل الثالث في السعودية وسيذيب الجليد الذي أصاب العلاقة بين البلدين وهو ما ترجمه وحققه ولي ولي العهد في زيارته .