يبدأ ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، غداً، زيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية، تلبيةً لدعوة من نائب رئيس مجلس الدولة الصيني “تشانج قاو لي”، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ونقلت وكالة “شينخوا” الصينية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية “لو كانج”، أن ولي ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني، يترأسان خلال الزيارة أول اجتماع للجنة الحكومية المشتركة بين الصين والسعودية، بينما يحضر ولى ولى العهد، حفظه الله، في وقت لاحق قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو في شرق الصين المقرر انعقادها يومَي 4 و5 سبتمبر المقبل.
وتكتسب زيارة ولي ولي العهد، أهمية قصوى مما تطرحه من ملفات غاية في الأهمية في مختلف المجالات، وعلى رأسها الملفات الاقتصادية، بما فيها طرح “رؤية المملكة 2030”.
يُذكر أن العلاقات الاقتصادية بين السعودية والصين أخذت طابعاً إستراتيجياً، خلال الفترة الأخيرة، خاصة أن الاتفاقيات التي أعلنها مجلس الوزراء، ويرجح أن يشهد ولي ولي العهد وزير الدفاع توقيعها، تعد نقلة نوعية للاستثمارات في المملكة تتواكب مع “رؤية السعودية 2030“.
ووفقاً للبيانات الرسمية، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 69.15 مليار دولار في عام 2014، وهي أكبر 230 مرة من عام 1990 الذي شهد البدء بالعلاقات الدبلوماسية ما بين البلدين، وفي عام 2014، استوردت الصين 50 مليون طن من النفط من السعودية، وهو ما يمثل 16.1 % من واردات النفط للصين.
وتعد السعودية، أيضاً، من الأسواق المهمة لشركات الهندسة الصينية، فقد وقّع مستثمرون صينيون في عام 2014 حزمة من العقود مع شركائهم في منطقة الشرق الأوسط بقيمة إجمالية تقدر 9.46 مليار دولار، بينما بلغ حجم الاستثمار 5.37 مليار دولار في آخر 11 شهراً من العام الماضي، بزيادة 12.6 في المائة على أساس سنوي، كما أن هناك أكثر من 160 شركة صينية في السعودية تستثمر في مجالات السكك الحديدية والبناء والموانئ ومحطات الكهرباء والاتصالات.
وكان مجلس الوزراء قد وافق في جلسة الإثنين الماضي، على تفويض عدد من الوزراء بالتباحث مع الجانب الصيني في شأن المشروعات الآتية: “مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في قطاع الثروة المعدنية، ومشروع مذكرة تفاهم للتعاون في قطاع الطاقة، ومشروع مذكرة تعاون في مجال تخزين الزيت، ومشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال موارد المياه، ومشروع برنامج تعاون فني، ومشروع البرنامج التنفيذي لإنشاء المركز السعودي الصيني لنقل التقنية”.
ينتظر أن يغادر ولي ولي العهد، بكين إلى اليابان بعد زيارة تستغرق ثلاثة أيام، ثم يعود إلى العاصمة الصينية مرة أخرى؛ ليترأس وفد المملكة في اجتماعات قمة مجموعة العشرين، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، والتي ستعقد يومَي الرابع والخامس من سبتمبر في مدينة “هانغتشو”، إذ يقدم فيها سموه “رؤية 2030” الإستراتيجية أمام قادة دول العشرين، إضافة إلى التوجهات السياسية والاقتصادية السعودية محلياً وإقليمياً وعالمياً.
وستحمل قمة مجموعة العشرين عنوان “تجاه الاقتصاد العالمي المبدع والحيوي والمترابط والشامل“، وستتضمَّن مواضيع بارزة منها “الإبداع في نمط النمو”، و”الإدارة الاقتصادية والمالية العالمية الأكثر فاعلية”, و”التجارة والاستثمارات الدولية القوية”.