في ثالث أيام زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية، من المقرر أن يلتقي ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الأربعاء وغداً الخميس، قادة الكونغرس.
ومن المقرر أن يلتقي ولي ولي العهد السعودي مع رئيس مجلس النواب بول رايان وزعيمة الأقلية الديمقراطية بمجلس النواب نانسي بيلوسي، ثم سيعقد اجتماعا منفردا مع رئيس مجلس النواب بول رايان مرة أخرى. كما ستهيمن على الزيارة اللقاءات الاقتصادية، مع وجود أكثر من 300 مشروع اقتصادي واستثماري مشترك بين البلدين. وسيلتقي الأمير محمد بن سلمان وزيرة التجارة الأميركية باني بريتزكر إلى جانب وجوه اقتصادية في واشنطن.
وقد التقى ولي ولي العهد السعودي أمس الثلاثاء مدير وكالة الاستخبارات المركزية “سي. آي. إيه” CIA جون برينان، ومدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر، في فرجينيا، حيث سيبحث معهما ملف الارهاب والتعاون الأمني والاستخباراتي.
وكان برينان وصف، في لقاء حصري مع قناة “العربية”، العلاقات مع السعودية بأنها الأفضل خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب. وأشار إلى “ما يسمى بـ28 صفحة هي جزء من تحقيق نُشر عام 2002 بعد هجمات 11 سبتمبر، كانت مراجعة أولية من أجل وضع صورة كاملة وجمع المعلومات لكشف من كان وراء هذه الهجمات. وبعد ذلك، قام المحققون بالتدقيق في ادعاءات تشير إلى أن الحكومة السعودية ضالعة، واتضح لاحقاً حسب نتائج التقرير أنه لا توجد أي أدلة تشير إلى تورط الحكومة السعودية كدولة أو مؤسسة أو مسؤولين سعوديين كبار في اعتداءات 11 سبتمبر”، مشيراً إلى أنه يؤيد نشر الـ28 صفحة لكي يرى الجميع بالأدلة أن الحكومة السعودية غير متورطة.
وتجتذب اجتماعات الأمير محمد بن سلمان مع قادة الكونغرس طوال يوم الأربعاء وصباح يوم الخميس اهتماماً خاصاً في ظل تزايد القلق والمخاوف من الارهاب وضرورة مكافحته.
وتأتي أهمية الزيارة في كونها تأكيدا لرغبة الرياض في حل أزمات المنطقة، وفي مقدمتها الأزمة السورية والوضع اليمني، وشرح مشروعها التنموي الضخم والمتمثل برؤية 2030، وأداته التنفيذية الرئيسة المتمثلة بالتحول الوطني 2020 أمام كبار المستثمرين الأميركيين.
وكان ولي ولي العهد، التقى وزير الخارجية جون كيري واستعرض معه العلاقات الاستراتيجية والتعاون و”الشراكة التاريخية”، وركزت الاجتماعات أيضاً على الملفات الإقليمية الساخنة، خصوصاً اليمن وسوريا والعراق ومحاربة “داعش”، والتي ستكون حاضرة اليوم أيضاً في لقاءات الأمير محمد بن سلمان مع قيادات الاستخبارات الأميركية.
ويترأس ولي ولي العهد وفداً كبيراً في هذه الزيارة يضم وزراء الطاقة والخارجية والإعلام والتجارة وقيادات عسكرية للدلالة على عمق العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة والنطاق الاستراتيجي الكبير لها.
ومن المتوقع أن يجتمع ولي ولي العهد بالرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الخميس ووزير الدفاع آشتون كارتر يوم الجمعة. وبعد واشنطن، ستشمل الزيارة محطات في نيويورك وكاليفورنيا للدلالة على البعد الاستراتيجي والاقتصادي لها وعدم اقتصارها على الشق السياسي.