يفتح التاريخ ابوابه مجددا اليوم السبت مع وصول الرئيس الاميركي، دونالد ترمب الى العاصمة السعودية الرياض.
ومنذ فوزه بالانتخابات، اثيرت تساؤلات كبيرة حول وجهته الخارجية الأولى، هل سيختار كندا والمكسيك كحال من سبقوه في السنوات الاخيرة الى البيت الابيض، وبالتالي سيتحدث عن الجدار والنافتا والاخشاب القادمة من كندا، لكن الرئيس المشاكس المثير للجدل اختار المملكة العربية السعودية في نهاية المطاف ليسجل سابقة أميركية.
مارس..تاريخ جديد
واذا كان فوز ترمب في السباق الرئاسي مهد الطريق أمام تغير في السياسة الاميركية الخارجية تجاه منطقة الشرق الاوسط، فإن الاحداث التي بدأت منذ مارس الماضي قلبت الامور رأسا على عقب وسرعت عودة الدفء الى العلاقات العربية-الاميركية.
جهود جبارة
المشهد الجامع في المملكة العربية السعودية يومي السبت والاحد ليس وليد اللحظة او موضوعًا تفصيليًا، بل جاء نتيجة جهود جبارة سلكت الطريق السريع مع زيارة ولي ولي العهد، الامير محمد بن سلمان الى واشنطن في الرابع عشر من مارس ولقائه ترمب واركان ادارته.
اثناء وجود الامير محمد بن سلمان في واشنطن بدأ الحديث فعليا عن تحالف عربي اميركي بوجه الجماعات المتشددة والتمدد الايراني.
مقابلة لها وقع خاص
وساهمت المقابلة النادرة لولي ولي العهد مطلع شهر مايو الحالي والتصريحات التي اطلقها في جعل الإدارة تصوب انظارها الى الأمير الشاب، ولم يكن صدفة ما اوردته كبريات الصحف الاميركية عن المقابلة حيث كتبت نيويورك تايمز تقول، ان الأمير محمد بن سلمان توعد بمواجهة ايران متعهدا بنقل المعركة الى اراضيها، وان السعودية تعتبر حليفا وثيقا لواشنطن، فيما قالت واشنطن بوست،ان ولي ولي العهد السعودي يشرف على برنامج جريء لاصلاح الاقتصاد السعودي ويخوض الحرب في اليمن ضد الجماعات الموالية لطهران.
نجاح بن سلمان
ادارة ترمب توقفت كثيرا عند زيارة بن سلمان الى البيت الابيض ثم مقابلته الشهيرة، فباتت السعودية الخيار الاول على لائحة الدول التي سيزورها ترامب في جولته الخارجية الاولى، وفي هذا الاطار نقلت قناة سي ان بي سي، عن الخبير برنارد هيكل، قوله،” ان زيارة ترمب تشكل نجاحا كبيرا لولي ولي العهد”، مضيفا،” محمد بن سلمان دبر ورتب كل هذه الامور”. الخيار السعودي لترمب جاء بناء لعدة عوامل ابرزها الرمزية الدينية للمملكة، وعمقها الاسلامي وتأثيرها الكبير لدى الدول العربية والإسلامية، وتشكيلها رأس حربة في مواجهة ايران، والدور الذي ستلعبه في اي عملية سلام بين الفلسطينيين واسرائيل، بالاضافة الى الاتفاقيات الثنائية الضخمة التي سيتم توقيعها بين الرياض وواشنطن.