في كل مرة التقي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، منفرداً أو مع زملاء آخرين، في الداخل أو الخارج، أجد المسؤول الثالث في الدولة يأسرني بحديثه وثقافته وحضوره الذهني، وإصراره على أن الفرصة متاحة الآن بشيء من العمل والتخطيط كي تتبوأ المملكة المكانة التي تستحقها، وأن ذلك سيتحقق بإذن الله، بفكر وسواعد الرجال المخلصين.
* *
يتحدث الأمير بطلاقة، وبوضوح، وليس عنده ما يخفيه، أو يغيّبه، أو يقول لمن يستمع إليه ما لا يؤمن به، فهو صادق مع نفسه، ومع غيره، وهو يدرك جيداً أن من يحاورونه من المواطنين أو الأجانب على درجة عالية من الفهم والوعي والاستيعاب، لهذا فهو يتحدث لهم بالأسلوب الذي يفهمونه، وبالفكر الذي يؤمنون به، وبحدود مسؤولياته التي يحترمها ويلتزم بها.
* *
فهو مفرط في الذكاء، ويتمتع بذاكرة قوية، وتواضع مقرون بالحزم والقوة، ولا يجد غضاضة بأن يردد أمام محاوريه بأن هناك فرصة لأن تكون المملكة أفضل مما هي عليه الآن، وأن مستقبلها الجميل – إذا ما أراد الله له أن يأتي – لن يتحقق إلا بقرارات جريئة، وإعادة كاملة لهيكلة الدولة، وأن الطريق يبدأ من رؤية المملكة 2030، ومن برنامج التحول الوطني 2020 اللذين وُلدا وأُعلن عنهما في هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
محمد بن سلمان قليل الظهور إعلامياً كمتحدث، لكنه عندما يطل على الناس متحدثاً لهم، ومجيباً عن أسئلة محاوريه، فنحن أمام شاب يمتلك ناصية الحوار، ويتقن فن الحوار، ويتحدث كما يتمنى المواطنون، ويثير في الجمهور الثقة والقوة في مستقبل بلدهم، وأننا أصبحنا على مسافة قريبة من تحول حقيقي يشارك فيه المواطنون، وإننا على موعد مع صناعة دولة المؤسسات، والتحول من التقليدية في إدارة الدولة، إلى ما يخطط له الملك سلمان من تحديث وتجديد، وينفذه الأميران سمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد.
والأمير محمد بن سلمان شخصية مثيرة للإعجاب لمن يجتمع به، أو يستمع إليه، فهو محاور فطن، ومستمع جيد، ولماح، ويعرف جيداً كيف هي المملكة حاضراً ومستقبلاً، فيجيب ويتحدث ويقول بثقة واطمئنان بما يجعله موضع الاحترام والتقدير، بل وبما يؤكد أن اختيار خادم الحرمين الشريفين له في مكانه الصحيح ليكون إلى جانب أخيه ولي العهد مساعداً للملك في النقلة النوعية التي تشهدها المملكة.
لا يقبل سموه الأخطاء ولا نصفها أو حتى ربعها، وفي مقابل ذلك يتبنى كل عمل أو منجز أو فكر يصله من أي مسؤول أو مواطن ويرى فيه مصلحة للوطن، وبذلك فهولا يضيق بالنقد، ولا يتبرَّم من وجهة نظر قد لا تكون منسجمة مع ما يتم التخطيط له، ويؤمن أن مستقبلنا يقوم على الحوار والتغيير السليم الذي يناسبنا، ويكون بمواصفات وطننا، وضمن قيمنا وتقاليدنا، مع التخلص مما يعيق تطورنا، أو يكون عثرة في تطبيق الرؤية وما انبثق عنها من تحول وطني.
كتبت عن محمد بن سلمان من قبل كثيراً، لكن شهيتي للكتابة عن سموه تزداد وتتجدد كلما رأيته في مشهد جميل يدافع عن المملكة، وفي حوار يتحدث فيه عن مستقبلها، أو حين أكون منفرداً أو مع زملائي في جلسات حوار ممتع – وإن حال دون نشره رغبة سموه- والأهم أنه يقود الآن فرق عمل من الكفاءات السعودية التي تنفذ بامتياز رؤية المملكة التي تتسع لكل ما كان المواطنون يفكرون فيه، بمعنى أنه يقود اليوم تفاؤلهم بحماسه وجديته وعمله الدؤوب الذي يتواصل بقوة وعزيمة وإصرار على تحقيق ما تستحقه بلاده ومواطنوه.
لقد وضع الملك سلمان المسؤول المناسب في المكان المناسب، مسؤولاً عن الرؤية وعن برنامج التحول، ضمن مسؤوليات أخرى جسام، ولياً لولي العهد، نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وزيراً للدفاع، رئيساً لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ورئيساً للمجلس الأعلى لأرامكو السعودية، وهذا يُحسب لخادم الحرمين الشريفين، الذي اختار إلى جانبه في إدارة شؤون الدولة شابين على درجة عالية من الكفاءة والمقدرة والإخلاص، هما ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.